التدرب على القراءة السريعة الفعالة
تعتبر القراءة من مجالات النشاط اللغوي المميزة في حياة الإنسان إذ تعد من المهارات الاتصالية التي تكفل له التعبير عن أفكاره وآرائه بصورة واضحة، بل هي نافذة يطل بها القارئ على المعارف والثقافات المتنوعة وخلاصة تجارب الآخرين وأفكارهم وإرشاداتهم، فضلاً عن دورها كمدخل لتنمية الكفاءة الشخصية للفرد في شتى المجالات الحياتية مما يجعلنا تجاه مهارات مختلفة ومتعددة. إن المهارات القرائية قابلة للتنمية والتدريب فهي ليست استعدادات وراثية يولد عليها الفرد بل مهارات يتعلمها ويمكن تنميتها وتطويرها، شأنها في ذلك شأن مهاراتنا البدنية التي تنمّى بالمران. وفيما يلي بعض من المبادئ التدريبية التي تكفل للفرد تنمية مهاراته القرائية ذاتياً وهي:
4-التدرب على القراءة السريعة الفعالة فنحن نعيش عصر السرعة والتقدم التقني وتعتمد الكفاءة الشخصية إلى حد بعيد على مقدرتنا على القراءة السريعة الفعالة، لذا فإن القراءة لا تتعارض مع الاستيعاب كما هو شائع إذ يضيع القارئ العادي جزءاً كبيراً من وقته المفيد في قراءة بطيئة لا داعي لها، ويمكن للطالب المتوسط في المرحلة الثانوية والجامعية أن يزيد من معدل سرعته في القراءة بنسبة 20% أو 25% دون أن تتأثر في ذلك قدرته على الفهم، فإذا افترضنا أن الطالب يقضي ساعتين يومياً في القراءة فإن زيادة 20% من سرعته سوف توفر 3 ساعات من وقته أسبوعياً(1)، مما يمكّنه من استغلال الوقت المتوفر من نشاط آخر، ويذكر (ددلي) أن القارئ السريع يستوعب ما يقرؤه بصورة أسرع إذ أن الشخص البالغ الذي يتمتع بمستوى متوسط من الذكاء عندما يقرأ بسرعة تقل عن (300) كلمة في الدقيقة الواحدة يكون معدل قراءته في الواقع أقل من معدل قدرته على الفهم (2). وثمة عدد كبير من الفنيات التي تزيد من سرعة القراءة ومنها تجنب العادات السيئة في القراءة كالإشارة بالإصبع على الكلمة المقروءة، النكوص القرائي (العودة مرة أخرى) إلى ما تمت قراءته أثناء القراءة، قراءة كلمة كلمة، توسيع مدى رؤية العين (تقليل وقفات العين، تقليل الزمن المطلوب في القراءة)، التعرف السريع على الكلمة(3).
في النهاية، فإن هذه المبادئ أمر مهم قوامه الارتقاء بمهارتك القرائية إلى المستوى التحليلي النقدي (القراءة النقدية) مما يتطلب منك التفكير أثناء القراءة في ماهية الدليل على ما يدعيه الكاتب وعدم تقبل ما يرتئيه الكاتب بشكل مطلق.