التدرب على عملية التصفح السريع
تعتبر القراءة من مجالات النشاط اللغوي المميزة في حياة الإنسان إذ تعد من المهارات الاتصالية التي تكفل له التعبير عن أفكاره وآرائه بصورة واضحة، بل هي نافذة يطل بها القارئ على المعارف والثقافات المتنوعة وخلاصة تجارب الآخرين وأفكارهم وإرشاداتهم، فضلاً عن دورها كمدخل لتنمية الكفاءة الشخصية للفرد في شتى المجالات الحياتية مما يجعلنا تجاه مهارات مختلفة ومتعددة. إن المهارات القرائية قابلة للتنمية والتدريب فهي ليست استعدادات وراثية يولد عليها الفرد بل مهارات يتعلمها ويمكن تنميتها وتطويرها، شأنها في ذلك شأن مهاراتنا البدنية التي تنمّى بالمران. وفيما يلي بعض من المبادئ التدريبية التي تكفل للفرد تنمية مهاراته القرائية ذاتياً وهي:
1-التدرب على عملية التصفح السريع وتبدأ هذه العملية بعدد من الأسئلة يطرحها القارئ على نفسه كالتالي: ما هي أفضل طريقة لقراءة هذا الكتاب؟ وما هي مكانة الكاتب العلمية؟ وما هي مؤهلاته؟ وتاريخ نشر الكتاب؟ وكم مرة تمت مراجعة الكتاب أي عدد طبعات هذا الكتاب التي تقدم مؤشراً نسبياً على مدى أهميته؟ وحري بالذكر أن القارئ الجيد هو الذي يقرأ المقدمة ليعرف لماذا كتب هذا الكتاب وليتعرف على منهجه ووجهة النظر التي يقدمها، وقبل القراءة التفصيلية ابدأ بقائمة المحتويات وما إذا كانت تغطي الموضوعات الفرعية بدقة، ثم أنظر إلى قائمة المراجع من حيث حداثتها وما إذا كانت هذه المراجع أساسية أو ثانوية، وفي نهاية تلك العملية يؤمل أن يكون القارئ قد رسم نوعاً من الصورة المبدئية عن هذا الكتاب.
في النهاية، فإن هذه المبادئ أمر مهم قوامه الارتقاء بمهارتك القرائية إلى المستوى التحليلي النقدي (القراءة النقدية) مما يتطلب منك التفكير أثناء القراءة في ماهية الدليل على ما يدعيه الكاتب وعدم تقبل ما يرتئيه الكاتب بشكل مطلق.