التركيز الذهني

تعتبر القراءة من مجالات النشاط اللغوي المميزة في حياة الإنسان إذ تعد من المهارات الاتصالية التي تكفل له التعبير عن أفكاره وآرائه بصورة واضحة، بل هي نافذة يطل بها القارئ على المعارف والثقافات المتنوعة وخلاصة تجارب الآخرين وأفكارهم وإرشاداتهم، فضلاً عن دورها كمدخل لتنمية الكفاءة الشخصية للفرد في شتى المجالات الحياتية مما يجعلنا تجاه مهارات مختلفة ومتعددة. إن المهارات القرائية قابلة للتنمية والتدريب فهي ليست استعدادات وراثية يولد عليها الفرد بل مهارات يتعلمها ويمكن تنميتها وتطويرها، شأنها في ذلك شأن مهاراتنا البدنية التي تنمّى بالمران. وفيما يلي بعض من المبادئ التدريبية التي تكفل للفرد تنمية مهاراته القرائية ذاتياً وهي:

3-التركيز الذهني هو شكل من أشكال الطاقة العقلية الموجهة بل هو المفتاح المؤدي إلى القراءة الفعالة فقبل أن تتعلم كيف تقرأ بسرعة ينبغي أولاً أن تتعلم إتقان مهارة التركيز فلا جدوى من جعل عينيك تنزلقان على صفحة مطبوعة وأنت غير منتبه لما فيها. فالتركيز هو الاهتمام المتواصل بأن يضع الفرد نفسه في قلب الشيء ويمكن مقارنة التركيز بالعدسة المكبرة التي تجمع أشعة الشمس في نقطة واحدة، وفي الواقع لابد من التناسب بين مستوى التركيز وأهمية المادة المقروءة؛ حتى يستخدم القارئ طاقاته بشكل رشيد فالتركيز الشديد ونحن نقرأ مادة بسيطة(صفحة رياضية) يعتبر مضيعة للوقت، ونقص التركيز ونحن نقرأ مادة صعبة(دراسة علمية) كذلك يعتبر مضيعة للوقت.

في النهاية، فإن هذه المبادئ  أمر مهم قوامه الارتقاء بمهارتك القرائية إلى المستوى التحليلي النقدي (القراءة النقدية) مما يتطلب منك التفكير أثناء القراءة في ماهية الدليل على ما يدعيه الكاتب وعدم تقبل ما يرتئيه الكاتب بشكل مطلق.